المدير برهون حسن 00212661078323
يقبع قرويون في بعض من أكثر الأماكن انعزالا بمنطقة ضربها زلزال المغرب في خيام مؤقتة يعتمدون فيها على الحمير لجلب الإمدادات الضرورية بينما ينتظرون وصول المساعدات من الدولة يوم الخميس بعد ما يقرب من أسبوع من وقوع الكارثة.
وأودى الزلزال، الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من مساء الجمعة، بحياة ما لا يقل عن 2946 شخصا وأوقع 5674 مصابا وفقا لأحدث الأرقام الرسمية، مما يجعله أسوأ زلزال من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.
وفي حين ظهرت مخيمات منظمة في البلدات الكبيرة بخيام مقدمة من الحكومة ومستشفيات عسكرية ميدانية، لا يزال سكان المناطق الوعرة يعتمدون على التبرعات والهبات التي يتركها المتطوعون على جوانب الطرق.
وشاهد مراسلون من رويترز، أثناء تنقلهم عبر طريق ناء يربط بين قرى أمازيغية، ناجين يخيمون في العراء تحت أغطية بلاستيكية خشية أن تتسبب هزات تابعة للزلزال في تدمير منازلهم المتصدعة.
وقال أحد سكان قرية أزرمون النائية يبلغ من العمر 20 عاما “نحن الأمازيغ نشعر بأننا أجانب وغرباء في بلدنا. نشعر بالعزلة. الناس هنا يحتاجون للمساعدة. يشعرون أنهم بمفردهم بلا معين”.
وردد الشاب بذلك مظالم يرى الأمازيغ أنها قائمة منذ فترة طويلة تتعلق بتهميشهم في الدولة ذات الأغلبية العربية.
أشخاص يقومون بتحميل مساعدات على ظهور الحمير لتوزيعها على المتضررين من سكان قرية أزرمون النائية يوم الخميس في أعقاب الزلزال – رويترز
وتقول الحكومة إنها تفعل كل ما في وسعها لمساعدة ضحايا الزلزال وشاهد مراسلون من رويترز أيضا قوافل عسكرية وطائرات هليكوبتر في بعض المواقع.
وقال القصر الملكي في بيان يوم الخميس إن 50 ألف منزل تم التأكد حتى الآن من أنها تضررت من الزلزال وإنه سيتم تقديم مأوى و30 ألف درهم لكل أسرة متضررة.
كما تعهد البيان بتقديم مساعدة لإعادة الإعمار بقيمة 140 ألف درهم للمنازل المنهارة و80 ألفا للمتصدعة والمتضررة.
وتبعد مدينة مراكش نحو 72 كيلومترا عن مركز الزلزال، وتعرضت لبعض الأضرار.
وقال عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب يوم الخميس إن مدينة مراكش ستستضيف الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي خلال الفترة من التاسع إلى 15 أكتوبر تشرين الأول كما هو محدد سلفا دون تغيير.
لكن لم تظهر أي مؤشرات تذكر في قرى الأمازيغ على وصول مساعدات من السلطات وليس هناك فرصة لعودة الحياة هناك لطبيعتها في أي وقت قريب.
“مازلنا ننتظر”
على قمة تل في قرية أزرمون، تقاسم رجال إمدادات الغذاء والماء ووضعوها على الحمير والبغال لنقلها إلى أوفور التي تبعد نحو 15 كيلومترا في قافلة بطيئة الحركة من الناس والدواب.
وقال محمد زيدان (55 عاما) من أوفور “الناس يعانون في هذا الزلزال. ليس لديهم أي شيء. نحن نعيش على الهواء وكفى. نحتاج إلى خيام وبطانيات”.
وبعد أن أصبحت القافلة جاهزة، ركب زيدان دابة في بداية رحلة العودة الطويلة إلى قريته. ولن تنظم قافلة تالية قبل يومين أو ثلاثة أيام.
وفي واد أسفل منحدر شديد التدرج من قرية أنزلفي التي تعرضت لأضرار جسيمة، أقام السكان مخيما مستخدمين بعض الخيام بالإضافة إلى بطانيات وأبسطة وغيرها من المتاع الذي استطاعوا حمله.
وقال محمد أوفقير (30 عاما) “ما زلنا ننتظر مساعدة الحكومة لنا. نحن هنا لأننا بلا مأوى”.
وأضاف “نحن في خطر لأنه إذا هطلت الأمطار قد يفيض الوادي”. وقال إن الجو كان شديد البرودة ليلا.
وفي قرية تكاديرت، كان منزل إبراهيم مغاشي ما زال قائما لكن كانت به ثقوب كبيرة وصدوع واسعة في الجدران.
ولخوفه الشديد من البقاء داخل المنزل، أقام مغاشي وزوجته وبناته الثلاث وأعمارهن ست و10 سنوات و15 سنة في خيمة أقاموها دون إعداد مسبق. فقد فرشوا الأرض بورق الكرتون وحصيرة ووضعوا الحشيات فوقها.
وقال مغاشي (39 عاما) “نحن خائفون للغاية. الحياة هنا أصبحت أصعب. الجو بارد. لم يعد لدينا منزل ونخشى وقوع زلزال آخر. الحكومة لا تكترث لنا. نشعر بالتهميش. نحن غاضبون”.