المدير برهون حسن 00212661078323
حذر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساكروزي، الرئيسَ الحالي إيمانويل ماكرون، من السياسة التي ينهجها والمتسمة بالتقارب ومحاولة باريس إحداث مصالحة تاريخية مع الجزائر.
وقال ساركوزي، في حوار مطول مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية إن النظام الجزائري يستعمل علاقاته مع باريس من أجل إخفاء عيوبه وافتقاره للشرعية.
وأكد الرئيس الفرنسي السابق أنه بات من الضروري إنهاء اتفاقيات عام 1968 التي تسهل حركة المواطنين الجزائريين في فرنسا، داعيا إلى غدم محاولة ‘‘بناء صداقة مصطنعة’’ مع القادة الجزائريين.
وسجل ساركوزي أن القادة الجزائريين سيرفضون الأمر، لأنهم بأمسّ الحاجة إلى شماعة فرنسا لتعليق كل الفشل الذي أغرقوا فيه بلادهم عليها، مؤكدا أن هذه السياسة ستبعد باريس عن المغرب ولن تكسب ثقة الجزائر.
في هذا الصدد، قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن عودة ساركوزي الذي اعتزل رسميا الحياة العامة بعد هزيمته، من مدخل العلاقات الفرنسية هو نتيجة لفشل ماكرون في هذا الجانب، نتيجة لكونه ظل بعقلية محافظة يرى في إفريقيا حديقة خلفية واللعب على التناقضات.
وأكد رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، أن فرنسا احتفظت بنظرتها للدول الإفريقية في وقت عملت العديد من الدول الغربية على مراجعة علاقتها وسياساتها في أفريقيا، حيث يتزايد حجم التحدي الأمني، على وقع التطرف والتغير البيئي والفقر والبطالة.
وأكد المتحدث ذاته، أن السياسة الفرنسية في إفريقيا باتت تواجه تحديات ببروز نخب إفريقية متطلعة لتحقيق التنمية، في الوقت الذي مازالت باريس تدعم وتساند نخب مستبدة.
وسجل لزرق أن هذه الوضعية ولدت شعورا متزايدا بالعداء لفرنسا وسياسة شمال – جنوب المبنية على الاستغلال و إبقاء النزاعات بين الدول للاستفادة من التناقضات الافريقية، الأمر الذي يستدعي من فرنسا تغيير جذري في سياستها.