- Likes
- Followers
- Subscribers
- Followers
- Subscribers
- Followers
- Followers
- Members
- Followers
- Members
- Subscribers
- Posts
- Comments
- Members
- Subscribe
في الذكرى 67 سنة على إستشهاد إبراهيم الروداني
في الذكرى 67 سنة على إستشهاد إبراهيم الروداني
5 / 07 / 1956 ذكرى إغتيال الوطني الكبير الشهيد ابراهيم أضياضو الروداني
بقلم الأستاذ مصطفى حناوي
-مسقط رأس الشهيد إبراهيم الروداني
بتارودانت حيث رأى النور ، وقبل أن يشتد عوده وهو في بداية طفولته فتح عينيه على مساعدة والده الفلاح ليقضي جزءا من طفولته هناك في خدمة الوالد ، ولقد راودته فكرة الإنتقال من تارودانت مسقط رأسه إلى الدارالبيضاء مدينة الكفاح والنضال ولما تزخر به من إمكانيات إقتصادية وتجارية مغرية وجذابة للإندماج التجاري وخلق فرص الإشتغال وتوسيع مجال العيش الذي يمكن من تحسين وضعيته الإجتماعية ،
فتح الشهيد إبراهيم الروداني متجرا بشارع ” المحطة ” ( محمد الخامس ) ، وبدأ يتاجر في اللحوم ، مما فسح المجال في توسيع دائرة المعارف الفرسيين وغيرهم لقد تحسنت حالته التجارية فكانت المردودية جيدة مما جعله يفكر في توسيع الرزق فبادر إلى تأسيس معمل لمادة ( جافيل ) بعد إنتاجها يتم توزيعها بواسطة الشاحنات والعربات داخل المدينة وخارجها .
وخلال سنة 1944 إنطلق نشاطه الوطني بانخراطه في حزب الإستقلال وهي السنة التي إتسمت بتقديم الحركة الوطنية بتقديم وثيقة الإستقلال . وللشهيد إبراهيم الروداني دور طلائعي على ثلاثة واجهات نضالية بحيث أنه قاوم بماله بإنفاقه على بعض الطلبة المغاربة الذين كانوا يتابعون دراستهم العليا في فرنسا منهم الأستاذ الكبير عبدالرحمان اليوسفي و الأستاذ البشير التعارجي ، والأستاذ المعطي بوعبيد ، والنقابي الحسين أحجبي وإدريس الفلاح وغيرهم ، وقاوم الشهيد إبراهيم الروداني أيضا بالسلاح ، حيث إنتقل من العمل السياسي إلى العمل المسلح ، منطلقا من إستراتجية التخطيط لتأسيس الخلايا المقاومة في مختلف أحياء الدارالبيضاء ، والسهر على إختيار نخبة من المقاومين الوطنيين كالشهيد عباس المسعدي والشهيد محمد الزرقطوني ، ومحمد الناصري ، وإدريس بن بوبكر ، وجناح بنعشير ، ومقامين آخرين كما جعل من معمله مكانا للاجتماعات السرية ، ومن منزله الكائن بدرب مارتيني مقرا للتخطيط للعمليات الفدائية .
ولقد عمل الشهيد إبراهيم الروداني أيضا على ترتيب دار أخرى جعلها مقرا لتأسيس نقابة وطنية أطلق عليها هو نفسه الإتحاد المغربي للشغل ، وذلك يوم 20 مارس 1955 بمساعدة كل من المحجوب بن الصديق ، والطيب بن بوعزة ، وأمين هاشم ، وصالح المسكيني . . . والمقاومة الفدائية التي جرت أطوارها وأحداثها الرئيسية بالدارالبيضاء ، كانت بشكل أو بأخر تحت إمرته ، فهو كما قلنا الوالد ، والمخطط للعمليات الناجحة الثي أعطت ثمارها ، إما بالإستشارة أو الإشراف أو التنفيذ . لم يبخل بأمواله على المواطنين ، ولا عن القضية الوطنية .
فكان عمله وبيته وطنا للوطنيين والمقاومين والنقابيين والسياسيين ، ولقادة جيش التحرير بالشمال والجنوب . نشأ الشهيد محمد الزرقطوني علاقة متينة مع الشهيد إبراهيم الروداني امتدت آثارها إلى مجموع التراب المغربي ، وكانت تخطيطاتهما تصل بضرباتها إلى أبعد نقطة بالمغرب، من أجل فك الحصار والعزلة عن الدارالبيضاء ، بإستراتجية ذكية كانت تستهدف إبراز أن المقاومة المسلحة مشروع وطني وليس حركة فدائية في مدينة عمالية حديثة مثل الدارالبيضاء محصورة بعد عودة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ، كان من بين إخوانه المقاومين الذين تم تكليفهم بجمع السلاح من المنظمات . وفي يوليوز 1956 سقط الشهيد برصاص الغدر ، فخرج سكان الدارالبيضاء مستنكرين ماحدث للفدائي الكبير ابن تارودانت الذي مثل المقاومة البيضاوية بكفاحه وأمواله .خرج أهل الدارالبيضاء يبكون فقدان البطل ، خرج الفدائيون الشرفاء الذين عاشروه .
خرج الرفاق الذين كانوا بجانبه بدرب الكفاح ، خرج العمال والتجار والحرفيون في موكب مهيب امتد من المسجد المحمدي بالأحباس إلى مقبرة الشهداء ، يرافقه وفد رسمي برئاسة حكومة امبارك البكاي وحضور إدريس المحمدي وزير الداخلية والمرحوم الأستاذ عبدالله إبراهيم ، كما حضر الجنازة بعض أعضاء منظمة أسد التحرير والمنظمات والأحزاب السياسية الممثلة في زعمائها والمؤسسات النقابية . فتكريمنا لهذا الشهيد الكبير هو الدعاء له بالرحمة وأن يدخله الله عز وجل جنته مع الأنبياء والصديقين والشهداء ، فليفتخر أبناء الدارالبيضاء بهذا الرجل المكافح ، البطل المغربي العربي ، المسلم ، وليكن شبابنا نسخة من صورته . ودعوتنا إلى كل الغيورين على هذا الوطن كي يقدموا عملا فنيا كبيرا يليق بذكراه ويؤرخ لمقاومته وكفاحه البطولي . . .