المدير برهون حسن 00212661078323
يعتبر المسلمون في الأرجنتين من أكبر أقليات المسلمين في أمريكا اللاتينية، كما تحتضن البلاد أكبر مسجد في قارة أمريكا الجنوبية بأكملها.
ويعود تاريخ الجالية الإسلامية الأرجنتينية إلى أزيد من 05 قرون. ويرجع البعض أصولهم إلى الإمارة الإسلامية في القرن التاسع بالأندلس.
عندما اضطهد المسلمون في الأندلس خلال محاكم التفتيش الكاثوليكية في القرن الخامس عشر، هرب معظمهم إلى المغرب، وهرب البعض إلى الإمبراطورية العثمانية الناشئة. كما قرر مجموعة من المسلمين الذهاب بعيدا صوب “الأراضي المكتشفة حديثًا” في أمريكا الجنوبية!
وتم الترحيب بالمسلمين على متن قوارب الإسبان نظرًا لخبرتهم في بناء القوارب وعلوم الهندسة والملاحة، لأن الإسبان أنفسهم لم يكونوا ليذهبوا بعيدًا في رحلتهم دون ثروة المعرفة والخبرة التي امتلكها المسلمون في ذلك الوقت.
وهذا ما ساعد المسلمون المهرة على النجاة من التعذيب والإبادة البدنية والثقافية في الأندلس!
ونظرًا لكون الأرجنتين في أقصى الجانب الشرقي من القارة، فقد جعلها المكان الأول المناسب للوصول والاستقرار.
وقد تمسكت الأجيال المبكرة من المسلمين بدينهم سراً، غير أن أجزاء من الأجيال اللاحقة بدأت تفقده تدريجياً وتنتقل للكاثوليكية.
ولعل مما يؤكد هذا الوجود المبكر للمسلمين في المنطقة، أن ثاني أكبر مدينة في الأرجنتين اليوم بعد العاصمة تسمى: قرطبة! .. نعم، نفس قرطبة التي كانت العاصمة الإدارية والثقافية والتعليمية للأندلس لغالبية القرون الثمانية من الوجود الإسلامي!
في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، بدأت مجموعتان في الوصول إلى الأرجنتين بأعداد كبيرة: الإيطاليون والعرب.
01- الإيطاليون: الذين كانوا يخوضون حربًا أهلية في الوطن وأرادوا الهروب إلى بر الأمان. كانت الأرقام كبيرة لدرجة أن 60٪ من الأرجنتينيين اليوم هم من أصل إيطالي، وهو أمر فريد من نوعه في قارة تضم غالبية تتوزع بين الإسبان والبرتغاليين والسكان الأصليين!
ونظرًا لأن العديد من الإيطاليين أبحروا من جنوب إيطاليا، فقد شجع ذلك عددا من المسلمين الذين حكموا صقلية من 831 إلى 1302! على شد الرحال إلى الأراضي المكتشفة حديثا.. عينات الحمض النووي اليوم تؤكد أثر هذا النسب!
02- العرب: الذين فروا من الاضطرابات الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، ومن الجمهورية الفرنسية القمعية، والإمبراطورية البريطانية خلال القرن التاسع عشر.
في الواقع، أكثر من 4 ملايين مواطن أرجنتيني اليوم هم من أصل عربي! (حوالي 10 %) بينما غالبيتهم من المسيحيين العرب، فإن عدد المسلمين يزيد عن اليوم عن المليون!
تجدر الإشارة إلى أن أبرز رئيس أرجنتيني “كارلوس منعم” ولد مسلماً لأبوين سوريين. في وقت لاحق من حياته، ارتد عن الإسلام واعتنق الكاثوليكية (ربما للتمكن من متابعة حياته السياسية!!).
اليوم المسجد الذي تراه في الصورة هو مركز الملك فهد الإسلامي الذي بني عام 1996 في العاصمة بوينس آيرس. تحتوي على مكتبة ومدرستين وحديقة. إنها الأكبر في القارة، ومركز الدعوة لمجتمع متنامٍ!
إن معاملة الجالية المسلمة في الأرجنتين أفضل بكثير من معاملة دول مثل فرنسا. المسلمات في الأرجنتين أحرار في العمل أو الدراسة بالحجاب، والحصول على صور بطاقة الهوية الوطنية بالحجاب، وكلها محظورة أو تفرض عليها غرامات في دول غربية مثل فرنسا!
في الواقع، كان هناك تشريع قانوني تم تقديمه في عام 2011 يضمن على وجه التحديد حماية المسلمين في الأرجنتين من التمييز، وهو عكس ما تفعله الحكومة الفرنسية!
كما أن الداعمين لفلسطين من الأرجنتينيون أكثر بكثير مما عليه الحال في الدول الغربية، وخاصة ألمانيا وفرنسا!