جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

أميركا وروسيا والصين في صدام محتدم.. هل يسير العالم نحو حرب محتومة ؟

كشف المؤلف والأكاديمي ماثيو كرونيغ، الأستاذ بجامعة جورجتاون الأميركية، عن نظرية جديدة تحذر من صراع مقبل بين القوى العظمى، وفي مقدمتها روسيا والصين وأمريكا.

وفي مقال له بمجلة فورين بوليسي (Foreign Policy)، سلط هذا المؤلف الضوء على التنافس المحتدم بين القوى العظمى والتحولات التي يشهدها العالم والمؤذنة بتغير النظام العالمي أحادي القطب الذي أعقب الحرب الباردة.

النظريات القديمة التي تستبعد للحرب باتت متجاوزة

يرى المؤلف ماثيو كرونيغ أن نظريات العلاقات الدولية القديمة ظلت تؤكد على مدى عقود أن نشوب حرب بعد الحرب الباردة أمر مستبعد، خاصة وأن الأسلحة النووية رفعت تكلفة الصراع، إضافة إلى عوامل أخرى من بينها المؤسسات والاتفاقيات الدولية -مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة الدولية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وغيرها- والتي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية وأصبحت توفر سبلا للقوى الكبرى لحل خلافاتها سلميا.

لكن في المقابل، قال الكاتب أن هذه النظريات لم تعد صالحة لإسقاطها على الوضع العالمي اليوم، ذلك أن “كل تلك الوسائل والضمانات تقريبًا يبدو أنها تنهار الآن أمام أعيننا للأسف”، إذ “تشير جميع المعطيات إلى أن الصراع الجديد بين الولايات المتحدة والصين وروسيا لن يكون سلميا على الأرجح”.

وفيما يتعلق بميزان القوة، يشير الأكاديمي الأميركي إلى أنه “بالرغم من أن الولايات المتحدة ما زالت القوة المهيمنة على العالم وفقًا لكل المقاييس الموضوعية تقريبًا، إلا أن الصين صعدت لتحتل المرتبة الثانية بعدها في القوة العسكرية والاقتصادية”.

وإلى جانب ذلك، تعد أوروبا بدورها قوة عظمى اقتصاديا وتنظيميا، فيما تحتفظ روسيا بأكبر مخزون من الأسلحة النووية على وجه الأرض، في حين أن القوى الكبرى في العالم النامي -مثل الهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل- تلزم مسار عدم الانحياز في صراعات القوى العظمى.

حالة من عدم الاستقرار

تعود حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العالم اليوم إلى جملة من الأسباب، من ضمنها أن كل بلد على حدة يجد نفسه قلقا بشأن العديد من الأعداء المحتملين.

ويضرب الأكاديمي ماثيو كرونيغ مثالا على ذلك من الولايات المتحدة، إذ تشعر وزارة الدفاع الأميركية بالقلق بشأن النزاعات المتزامنة المحتملة مع كل من روسيا في أوروبا والصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وبالإضافة إلى ذلك، تخشى أمريكا من صراع محتمل مع إيران، حيث صرح الرئيس الأميركي جو بايدن ذات مرة بأن “استخدام القوة العسكرية ما زال خيارًا مطروحًا على الطاولة كملاذ أخير للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني”.

وبناء على ما سبق، خلص كرونيغ إلى أن احتمال دخول الولايات المتحدة في حرب على 3 جبهات أمر غير مستحيل، وهو الأمر ذاته بالنسبة للعديد من الدول التي تشعر بأن استقرارها مهدد من طرف دول أخرى.

صراع الديمقراطية والاستبداد

ينبه الكاتب إلى أن الديمقراطية والاستبداد قد يشكلان محورا في أي حرب قد تنشب مستقبلا بين القوى العظمى، مشيرا إلى أن الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين غالبا ما يتحدثان عن تفوق الأنظمة الاستبدادية وإفلاس النهج الديمقراطي، ووجوب محاربة هذا الأمر.

وخلص الكاتب إلى أن العالم الآن قد عاد إلى حقبة شبيهة بحقبة القرن العشرين، حيث صراع الأيديولوجيات، والتنافس بين الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية لإثبات أي منها تستطيع خدمة شعوبها على نحو أفضل، الأمر الذي يضيف عنصرًا أيديولوجيًّا أكثر خطورة إلى الصراع الحالي الذي قد يتحول إلى حرب في أي لحظة.